شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تصعيداً جديداً، بدأ بمنشور للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على منصة “تروث”، واصفاً وقف الصين مشتريات فول الصويا الأمريكي بـ”العمل العدائي اقتصادياً”، وهدد باتخاذ إجراءات انتقامية تشمل إنهاء التعاملات التجارية المتعلقة بـزيت الطهي وجوانب تجارية أخرى مع بكين.
الإجراءات الصينية: رسوم على السفن الأمريكية
تضمنت الإجراءات الصينية المعلنة فرض رسوم على جميع السفن الأمريكية الداخلة إلى الموانئ الصينية، سواء كانت مملوكة أو مدارة من كيانات أمريكية. وتُفرض هذه الرسوم عند أول ميناء دخول للرحلة الواحدة، أو لأول 5 رحلات في العام الواحد.
إعفاءات محددة: تم منح إعفاءات خاصة لبعض السفن، تشمل:
- السفن المبنية في الصين.
- السفن الفارغة القادمة لأغراض الصيانة.
- السفن المستثناة بموجب حالات خاصة تحددها السلطات الصينية.
يُشترط دفع الرسوم، حيث سيؤدي عدم الدفع إلى وقف معاملات الاستيراد والتصدير الخاصة بالسفينة المعنية. وتبدأ فترة الفوترة السنوية رسمياً في 17 أبريل من كل عام.
ترامب يهدد بتصعيد فوري و100% رسوم إضافية
أعلن ترامب عن تهديد بتصعيد فوري للأزمة، مهدداً بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية، واصفاً تصرف الصين بالخطوة العدائية. أثار هذا التهديد موجة بيع واسعة في الأسواق الأمريكية، حيث انخفضت مؤشرات داو جونز، S&P 500، وناسداك بشكل ملحوظ، كما شهدت العملة الرقمية بيتكوين تراجعًا حادًا. ويظل السؤال مطروحاً حول مسار هذه الأزمة، وما إذا كانت الأمور ستأخذ منحنى تصاعدياً آخر أو سيتم التوصل إلى اتفاق ينهي التوتر التجاري.
تحالف غربي مرتقب لمواجهة “حرب المعادن النادرة”
على صعيد متصل، تجددت حدة “حرب المعادن” بين الشرق والغرب. فقد دفعت الضوابط المشددة التي فرضتها الصين مؤخراً على تصدير المعادن الأرضية النادرة الاتحاد الأوروبي إلى الدعوة لتشكيل تحالف غربي عاجل.
أثارت الخطوات الصينية، التي وسّعت نطاق القيود لتشمل عناصر جديدة وتقنيات تكرير وتدقيق إضافي لمستخدمي هذه المعادن، قلقاً بالغاً في الأوساط الغربية، التي ترى فيها محاولة لتعزيز الهيمنة الصينية على سلاسل التوريد العالمية.
دعا وزراء التجارة والمسؤولون في الاتحاد الأوروبي إلى تنسيق المواقف مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين في “مجموعة السبع” للرد على التصعيد الصيني. ووصف مفوض التجارة الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، هذه الإجراءات بأنها غير مبررة و”مصدر قلق بالغ” للاتحاد الأوروبي. وأكد أن وزراء مالية “مجموعة السبع” سيناقشون الخيارات المتاحة، وأن مكالمة فيديو عاجلة للمجموعة قيد الترتيب، في إشارة إلى جدية الموقف الغربي تجاه هذه القيود.