حجم الخط + -
2 دقائق للقراءة

شهدت دولة مدغشقر تصعيدًا عسكريًا لافتًا في الأحداث مؤخرًا، حيث اضطر الرئيس أندريه راجولينا إلى مغادرة البلاد واللجوء إلى “مكان آمن” في أعقاب أسابيع من الاحتجاجات التي قادها بشكل أساسي “جيل Z”، وتصاعدت حدتها بمحاولة اغتيال الرئيس. وفي أعقاب هذا الفراغ، أعلن العقيد مايكل راندريانيرينا نفسه حاكمًا جديدًا للبلاد.

من هو مايكل راندريانيرينا؟ الحاكم الجديد لمدغشقر

استولى العقيد مايكل راندريانيرينا على السلطة في مدغشقر عقب فرار رئيسها المخلوع، وقد جاء ذلك بعد أسابيع من الاحتجاجات الجماهيرية التي قادها الشباب المعروفون بـ “جيل Z” ضد حكم الرئيس الهارب.

راندريانيرينا، البالغ من العمر 51 عامًا، وُلِد في قرية سيفوهيبوتي بمنطقة أندروي، الواقعة في أقصى جنوب جزيرة أندروي بالمحيط الهندي. يتمتع بخلفية عسكرية وإدارية، حيث شغل منصب حاكم منطقة أندروي بين عامي 2016 و2018، ثم ترأس كتيبة مشاة في مدينة توليارا حتى عام 2022، وبعد ذلك تمت ترقيته إلى منصب قيادي رفيع في وحدة “كابسات” العسكرية النخبوية.

يُعدّ راندريانيرينا جزءًا من وحدة “كابسات” نفسها التي كانت سببًا في وصول الرئيس الهارب راجولينا إلى السلطة عبر انقلاب عام 2009. إلا أنه أصبح من أبرز منتقدي راجولينا في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى اعتقاله في 17 نوفمبر 2023 بتهمة التحريض على تمرد عسكري، وحُكم عليه لاحقًا بحكم مع وقف التنفيذ بتهمة الاعتداء على أمن الدولة، ليُفرج عنه في فبراير 2024 ويعود إلى مركز “كابسات”.

تولّي راندريانيرينا سلطة مدغشقر

في 11 أكتوبر، ومع تصاعد احتجاجات “جيل Z” ضد راجولينا، سجّل راندريانيرينا مقطع فيديو حثّ فيه قوات الأمن على عصيان أوامر إطلاق النار على المتظاهرين. وقد انضم بعض جنود “كابسات” إلى الاحتجاجات بعد إعلان دعمهم.

منذ توليه السلطة، أعلن راندريانيرينا تعليق عمل مؤسسات الدولة بما في ذلك مجلس الشيوخ، والمفوضية الانتخابية، والهيئات القضائية العليا، بما في ذلك المحكمة الدستورية العليا التي أقرت توليه منصب الرئيس المؤقت. وأشار إلى أن إجراء انتخابات للانتقال إلى حكومة مدنية قد يستغرق فترة تصل إلى عامين.

هروب الرئيس السابق أندريه راجولينا

أعلن رئيس مدغشقر المخلوع، أندريه راجولينا، يوم الاثنين، أنه اضطر للجوء إلى “مكان آمن” بعد محاولة اغتياله، وذلك في أعقاب أسابيع من الاحتجاجات التي طالبت باستقالته. وأكد راجولينا، البالغ 51 عامًا، في بث مباشر على فيسبوك، أن مجموعة من العسكريين والسياسيين خططت لاغتياله، مشيرًا إلى أن محاولات الانقلاب والاغتيال بدأت منذ 25 سبتمبر.

وعلى الرغم من محاولات راجولينا لاسترضاء المتظاهرين الشباب، وإقالته لحكومته بأكملها وتقديم تنازلات أخرى، إلا أن ذلك لم يوقف الاحتجاجات. تأتي هذه التطورات في سياق الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مدغشقر، التي تُعدّ من أفقر دول العالم، حيث يعيش حوالي 75% من سكانها تحت خط الفقر.